1- مقدمة وتعريف بالعروض والقافية
موضوعات المنهج :
1. مقدمة في معرفة علمي العروض والقافية .
2. بيان الحاجة إليهما .
3. تفاعيل الشعر العربي .
4. كيفية تقطيع الشعر .
5. تقسيم تفاعيل الشعر إلى أسباب وأوتاد .
6. تقسيم السبب والوتد .
7. الزحاف والعلة والفرق بينهما .
8. أقسام الزحاف والعلة .
9. العلل الجارية مجرى الزحاف .
10. البحوث الشعرية ذات التفعيلة المكررة :
( أ ) البحر الوافر .
( ب) البحر الكامل .
(جـ) البحر الرجز .
( د) البحر الرمل .
(هـ) البحر المتقارب .
( و) البحر المتدارك .
( ز) البحر الهزج .
موضوعات المنهج :
1. البحور التي لها أكثر من تفعيلة :
( أ ) البحر الطويل .
(ب) البحر البسيط .
(جـ) البحر المديد .
( د) البحر الخفيف .
(هـ) البحر المنسرج .
( و) البحر المضارع .
( ر) البحر المقتضب .
(ح) البحر المجتث .
(ط) البحر السريع .
2. القــافيـــة :
( أ) تعريفها .
(ب) تسمية حروفها .
(ج) نوعا القافية.
( د) عيوبها .
(هـ) ما يصلح من حروف الهجاء لأن يكون روياً .
بسم الله الرحمن الرحيم
مقـــدمة
{ الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى سائر رسل الله وغلى آلهم ومن صحبهم وآزرهم }
منهج الكتاب
دعاني إلى تصنيف هذا الكتاب ، ما وجدت من إعراض الطالب عن هذا العلم واستسخافهم له، وبرمهم به مع سهولته ويسره، ودنو مطلبه .
ولقد هديت إلى أن سر هذا الضيق ، هو الطريق الذي درج عليه الأليف فيه ، فالمؤلف يحشد نحو خمسين مصطلحاً عروضياً ، ويطلب إلى التلميذ أن يستوعبها. حفظاً وإدراكاً ، دون أن يفهم ما خلقت لأجله ، وما تفيد فيه ، ثم رأيتهم يرتبون البحور على حسب الدوائر التي فنها الخيل ، وهي تقضي بجعل الطويل أو البحر ، مع أنه يوزن بتفعيلتين ، والطالب في أول أمره لا يستطيع أن يزن بصنجتين ولا يتاح له ذلك إلا بعد التدريب على غيره من البحور ذات التفعلية الواحدة المكررة .
1- ولما كانت قواعد التربية الأولى قضى ألا يدعى الطالب إلى حفظ شئ يجهل مرماه ،فقد نثرت المصطلحات العروضية في البحور نثراً ، وعرضت لها عند الحاجة إليها ، وإن دعا ذلك إلى التكرير ، فنحن لفي أمس الحاجة إليه للتذكير .
2- لما كانت قواعد التربية تقضي بأن ينتقل الطالب من السهل إلى الصعب فقد بدأت بالبحور ذوات التفعيلة الواحدة المكررة ، ثم بالبحور ذوات التفعيلتين المكررتين ، ثم بالأبحر ذوات التفعيلات المختلفة ،- ليكون الطالب عند عبور الأبحر الأولى على مرانة تمكنه من جواز ما بعدها ، وهكذا .
3- ورغبة في أن يدرب الطالب على التقطيع ،- التزمت أن يكون كل مثال في كل ضرب عبارة عن بيتين ،- أقوم بتقطيع أحدهما وأدع الآخر للطالب ليقطعه مستعيناً بالبيت الذي سبق تقطيعه .
4- وإتماماً للفائدة ،- أتبعت كل بحر بتدريبات منوعة مصنفة ، غير جارية على نحو مسبوق ولا متأسية طريقاً عرف ، بل هي بكر عذراء ، ثم أتبعت كل طائفة من البحور بتطبيقات عامة ،- ليتبين بها الطالب جملة قوته ، ويعرف حقيقة إدراكه .
5- وقد وجدت أن العروضيين إذا حذفوا من التفعيلة شيئاً ،ووافق الباقي تفعيلة أخرى مألوفة ، حولوا ما بقى من التفعيلة الأولى إلى التفعيلة الأخرى .
6- وهكذا وإن ، كان أحسن في المذاق ، إلا أنه يحسن مع المبتدئ أن تبقى التفعيلة ـ إذا حذف منها شئ ـ على حالها ، ليتعرف على هذا المحذوف ،مثلاً إذا دخل الحذف ( مفاعلين ) صارت ( مفاعى ) ، وهي بهذا الوضع تنادي بأن فيها حذفاً ، لأنه ليس هناك من التفعيلات ما وزنه ( مفاعى ) ، أما إذا حولت إلى ( فعولن ) كما يفعل العلماء ، فذلك جدير بأن يصرف الطالب عن التعرف ما بها من تغيير .
7- والآن أختتم ما أرت إليه ، بما جاء في مقدمة كتاب ( المجمل في الأدب العربي ).
(( ولقد عمدت إلى السهولة واليسر ، والبسط في لبيان لأنني رأيت أن الإيجاز في هذا العلم ، لا يلائم عقل الشاب الذي ليست له دراسة سابقة ، على أنه كثيرا ما يغرى بالاستظهار ويصرف عن الفهم والتدبير ، وإذا كان للتعليم في مصر آفة تفسد وتحول دون الانتفاع به ، فإنما الاعتماد على الذاكرة ، والانصراف عن النظر والتفكير .
ف‘ن رأي الأساتذة والطلاب في هذا الكتاب طولا ، فلا يروعهم ذلك فإنه من اليسر والوضوح ، بحيث يستطيع الطالب أن يمعن النظر فيه ، فإذا هم ملم بما قصدت إليه إلماماً كافياً )) . والله ولى التوفيق ؛؛
مـقـدمـــة
في معرفة علمي العروض والقافية وبيان الحاجة إليهما
نظمت العرب الشعر تعبيراً عن عواطفها في الحب والغزل ، وانفعالاتهم في الحماسة والنخوة ، ونظمته إشاعة لمجدتها ، وتسجلا لآثارها ، ونظمته وصفاً لنا يحيط بها من أطلال وديار وحيوان ، وما يقع تحت أبصرها من مجالى الطبيعة . نظمته في كل ذلك ، وفي غير ذلك مما تتبعه كتب تاريخ الأدب العربي .
وكانت في نظمها هذا ، قاصدة إلى التأثير ، وحمل السامع على أن يشارك الشاعر فيما يعتمل في صدره ويشيع في نفسه ، وكانت أدوات هذا الـتأثير ثلاثاً :
أولاها : انتقاء التعبير المثير بذاته .
وثانيتها : وضع هذا التعبير في قالب موسيقى هزاز .
وثالثتها : التزام لوازم في آخر هذا القوالب تصون هذا التأثير وتزيده .
وقد وضعت علوم ثلاثة لهذه الأدوات الثلاث ، فوضع علم النقد الأدبي ـ إن صح أن ما ظهر منه يسمى علماً ـ وهويتضمن علم البلاغة ، الذي
يتناول الوقف على المطابقة لمقتضى الحال ، وطرق التعبير عن المعنى الواحد بأساليب مختلفة ، من حيث إن كلا من المطابقة وتنوع التعبير لهما مدخلية في التأثير .
ووضع علم العروض لضبط القوالب الموسيقية وحصرها ، وبيان ما يجوز أن يدخل أجزاء هذه القوالب من تحوير ، بزيادة أو نقص لا يختل به النغم ، وما يمتنع عن ذلك لأنه يخل به ، ويخدش إذن الشاعر المطبوع .
ووضع علم القافية لبيان ما يلتزم في أواخر أبيات القصيدة من لوازم ، حتى يكون لها نظام واحد ، فلا تضطرب موسيقاها ، ول يفسد ترتيبها .
**********
وعلم العروض وعلم القافية ، علمان ينبغي للأديب الإحاطة بهما حتى ذوي الطبع المثقول ، والأذن المميزة .
( أ ) ذلك بأن بعض القوالب الموسيقية التي يعبرون عنها بالبحور تجده شديد التقارب ، حتى ليخرج الشاعر من بحر إلى بحر من غير تنبيه ، ويتورط في هذا الخلط كبار الشعراء وصغارهم على السواء ، والوازنون من علماء العروض هم الذين يستطيعون أن يردوهم عن هذا الخلط ، ويمدوهم بما هو صواب .
إذا كان ذوو الطبع المواتي ، والأذن المرهفة يتورطون في شيء من هذه الأخطاء فغيرهم من الأوساط ومن دون هؤلاء ، أقرب إلى الخطأ ، وأدنى من التخبط ولا يعصمهم إلا تعلم العروض ، واتخاذه ميزاناً لما ينتجون .
( ب ) والممارسة الطويلة لعلم العروض ، تعين على إظهار المواهب الشعرية المستورة ، وتفتح المغاليق من الفطرة الشاعرة .
(جـ) على أنم كثيراً من التراث الأدبي لا يفهم إلا حيث كان القارئ ملماً باصطلحات علمي العروض والقافية ، أنظر إلى قول الشاعر .
وبسيط ، ووافر ، وطويل *** قطع القلب بالفراق الخليل
وبقلبي من الجفاء مديد *** لم أكن عالما بذاك إلى أن
فمن ذا الذي يفهم البيتين ، وما فيهما من ( معنى وتوريه ) ، إذا لم يكن عالما بمصطلحات العروض ؟ ثم انظر إلى قول الأخر :
وبسيط وجدي في هواه عزيز
والقطع في الأسباب ليس يجوز
يا كامل شوقي إليه وافرا
عاملت أسبابي إليك بتقطيعها
فكيف السبيل إلى معرفة ما يريد الشاعر من معنى ، ومن توريه ، إذا لم يكن للسامع معرفة بهذه المصطلحات ؟
( د ) وكثيرا ما يطالعك في كتب النحو والصرف ، أن الشاعر ارتكب مخالفة من المخالفات ، لأن الوزن ألجأه إلى ذلك ، لم تكن على بينة من أمر الوزن ، فكيف تستريح إلى مثل هذه التعديلات ؟
لا جرم أنك إذا جاهلت الوزن مضطر إلى تقبلها تلقيناً لا يعتمد على إدراك ، وحاشاك أن تطمئن نفسك إلى مثل هذا الموقف .
وإذا صح ذلك مع شاعر قديم قد عرفه العلماء ، فكيف أنت بالشاعر الذي لم تقف على خبره ، إذا ارتكب مخالفة ما ، أتردها إلى ضرورة الوزن وأنت تجهله ، أم تبادر إلى بخطيئته وأنت لم تستبن أمره ؟
وفي القافية ( 1 ) : قد يستعمل الشاعر بعض الاصطلاحات التي وضعها العرضيون ولقد أولع بذلك المعرى كما في قوله :
فقربهم بالحجى والدين إزراء
ولا سناد ولا بالبيت إقواء
بعدى عن الناس خير من لقائهم
كالبيت أفرد لا إيطاء يدخله
فأبو العلاء حين يعتزل الناس يأمن على نفسه ، من النقص في العقل والدين وهو في هذا كالبيت الفرد الذي ليس بعده بيت آخر فإنه لا يتصور أن يدخله الإيطاء ، ولا السناد ، ولا الإقواء .
فهل تستطيع أن تدرك الشبه بين أبي العلاء المعتزلي ، وبين البيت المفرد إذا لم تعرف ما الإيطاء ، وما السناد ، وما الإقواء ، مثل هذا قوله في إحدى قصائده الغر يصف الغراب وهو متشح بالسواد ويرثي ولد الشريف الرضي ، ويتخيل أن قول الغراب ( غاق ، غاق ) قصيدة رثاء .
كسحيم الأسدى أو كخفاف
يرثى الشريف على روي القاف
إقواء والإكفاء والإصراف
لا خاب سعيك من غداف أسحم
من شاعر للبين قال قصيدة
بنيت على الإيطاء سالمة من ال
فما هذا الروي الذي تحدث عنه ؟ وما الإيطاء والإقواء ؟ وما الإكفاء والإصراف ؟ الأول من حروف القافية ، والبقية من عيوبها .
وليت شعري ، كيف نفهم هذا الجزء من قصيدة هذا الأديب ، إذا لم نلم بعلم القافية إلماماً معقولاً ولقد يخون الطبع المواتي في القافية ، كما يخون في الوزن ، قد رووا عن النابغة :
فتناولته واتقتنا باليد
عنم يكاد من اللطافة يعقد!!
سقط النظيف ولم ترد إسقاطه
بمخضب رخص البنان كأنه
فهذا عيب ظاهر وقع فيه فحل من فحول الجاهلية ، فما الظن بغيره من أوساط الشعراء وخفافهم ؟
=======================================
جمهورية مصر العربية الأزهــر الشـريــف قطاع المعاهد الأزهرية إدارة الكتب الأزهرية
اللبــاب في العروض والقافية للصف الثاني الثانوي ( القسم الأدبي ) للأستاذ المرحوم / كامل السيد شاهين
طبعة 1420 ـ 1421 هـ 2000 ـ 2001

0 تعليقات